عادة قديمة ومتأصلة قدم التاريخ هي النفور من كل جديد، وربما كانت تلك العادة تعبيراً عن حالة الخوف الأزلي من المجهول، فالجديد دائماً ما يحمل في طياته نتائج غير معلومة أو مأمونة أو على أقل تقدير لا يستطيع المرء التوصل باطمئنان لمعطيات هذا الجديد، كما وأن حالة العداء التلقائي بين الحاضر والمستقبل دائماً ما تلقي ظلالاً من الشك عن ماهية هذا المستقبل وكيفية الولوج إليه أو الوصول إلى دواعيه.
والعلم ومخرجاته الحديثة من القضايا التي ثارت حولها الخلافات منذ عهد الثورة الصناعية وحتى وقتنا هذا، فما أن يتوصل أحد العلماء إلى نظرية تنير طريق البشرية إلا وتتصدى له آراء مخالفة ترميه بالكثير من الاتهامات التي وصلت في أحيان كثيرة إلى حد إهدار دمه باعتباره معتدياً على الإرادة الإلهية أو متدخلاً في شؤونها، وقد مرت جميع المخترعات العلمية التي ينعم بها العالم الآن بالعديد من التجارب القاسية من الرفض والمحاربة.
والتعليم عن بُعد أو ما يُعرف بالتعليم الإلكتروني عبر الإنترنت أو التعليم المفتوح وغيرها من وسائل التقنية الحديثة لم يسلم هو أيضاً من العثرات العمدية التي تعترض طريق تقدمه وانتشاره، فباعتباره وسيلة سريعة ورخيصة للتعليم كان لابد أن يجد من الأعداء ما يلطخ ثوبه الناصع في مجال التعليم.
وفي الوطن العربي يعتبر رائد التعليم المفتوح في العالم العربي صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة الذي بدأ في التوعية ونشر ثقافة التعليم المفتوحة في العالم العربي منذ عام 1997.
الكاتب والمحلل ستيف لوهر وهو متخصص في متابعة الابتكارات العلمية الحديثة والذي يُركز على التعليم عن بُعد باعتباره تعليم المستقبل، نشر تقريراً يُعد دراسة علمية متكاملة حول فوائد التعليم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر في 19 أغسطس لعام 2009.
التقرير الحديث المكون من 93 صفحة الذي أجرته إس. أر. آي الدولية لصالح وزارة التعليم الأمريكية عن موضوع التعليم عن بعد أو عبر الانترنت، له عنوان أكاديمي تقليدي، ولكن نتيجة التقرير هي الأكثر إثارة للاهتمام ونصت على ما يلي : "في المتوسط ، الطلاب الذين يتعلمون في بيئات تعليمية عبر الإنترنت أفضل أداء من أولئك الذين يتلقون تعليماً من خلال اللقاء وجهاً لوجه".
لقد درس التقرير البحوث التي تقارن التعليم عبر الانترنت مع التدريس التقليدي في الصف في الفترة من 1996 وحتى 2008. وقد تم إجراء جزء من هذه البحوث في بيئات خاصة بالصف 12، ولكن معظم الدراسات المقارنة تم القيام بها في الكليات وفي برامج التعليم المستمر الخاصة بالكبار من مختلف الأنواع: تراوحت من التدريب الطبي إلى التدريب العسكري.
ووجد التقرير 99 دراسة تمت على مدى 12 عاما واحتوت على مقارنات كمية بين الأداء عبر الانترنت وبين الأداء في القاعات الدراسية لنفس نوع الدورات. وتوصل التحليل الذي أجرته وزارة التربية والتعليم إلى أنه في المتوسط الطلاب الذين يقومون بجزء من الدورة أو بكاملها عبر الانترنت يحتلون النسبة 59 بالمائة مقارنة مع الطالب المتوسط في الصف الدراسي والذي حصل على نسبة 50 بالمائة. هذا فرق متواضع، ولكنه ذو مغزى من الناحية الإحصائية.
قالت باربرا مينز، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وعالمة نفس تربوي في إس أر آي الدولية: "تكمن الأهمية الرئيسية لهذه الدراسة في البرهنة على أن التعلم عبر الإنترنت اليوم ليس فقط أفضل من لا شيء، بل إنه في الواقع يميل إلى أن يكون أفضل من التعليم التقليدي".
هذا لا يعني أننا سنقول وداعا لقاعات الدرس. ولكن التقرير يشير إلى أن التعليم عبر الإنترنت يمكن أن يشرع بالتوسع الكبير خلال السنوات القليلة المقبلة، نظراً لازدياد البراهين على قيمته.
وحتى وقت قريب إلى حد ما، وصل التعليم عبر الانترنت إلى ما هو أبعد بقليل من كونه نسخ الكترونية قديمة من دورات المراسلة. لقد تغير ذلك بالفعل مع وصول الفيديو المبني على شبكة الإنترنت، والرسائل الفورية وأدوات التعاون. الوعد الحقيقي للتعليم عبر الإنترنت، كما يقول الخبراء، هو توفير خبرات التعلم التي صممت لتلبية الاحتياجات الفردية للطلبة أكثر مما هو متاح في صفوف التدريس. ويعطي ذلك مجالاً أكثر " للتعلم بالممارسة "، والتي يجدها الطالب أكثر انخراطاً وفائدة.
" نحن عند نقطة انعطاف في التعليم عبر الانترنت " ، قال فيليب آر. ريغير، عميد برنامج التعليم الالكتروني وبرنامج الحرم الجامعي الموسع في جامعة ولاية أريزونا.
يتنبأ السيد ريغير بأن أكبر نمو على المدى القريب سيكون في برامج التعليم المستمر. اليوم، يوجد لدى ولاية أريزونا 5000 طالبا في برامجها للتعليم المستمر، سواءً من خلال الصفوف التي يتم حضورها شخصياً أو عبر الانترنت. وفي تقديره، أنه في غضون ثلاث إلى خمس سنوات سيصبح هذا العدد ضعفين أو ثلاثة وعلى وجه التقريب سيكون النمو في التعليم الالكتروني. ولكن يعتقد السيد ريغر أيضاً أن التعليم عبر الانترنت سيستمر في شق طرق أخرى في تحويل الحرم الجامعي في الجامعات، وكذلك في العديد من المدارس التي يوجد بها صفوف 12 تستخدم الآن على نطاق واسع عبر الإنترنت أنظمة إدارة التعلم الالكتروني مثل نظام البلاك بورد ونظام الموديل ذو المصادر المفتوحة الاستخدام ، ولكن هذا الاستخدام هو في الغالب لتحميل الواجبات، وقراءة القوائم، والجداول الدراسية، واستضافة بعض لوحات مناقشة ويب.
يعتقد السيد ريغير أن الأمور تتطور بسرعة كبيرة، ويعزو تلك السرعة إلى الاستخدام المتزايد لتكنولوجيا الشبكات الاجتماعية. وبحسب قوله سيساعد ويعلم الطلاب بعضهم بعضاً بشكل متزايد. على سبيل المثال، يمكن افتراض أن طلبة الجامعات يعرفون أساسيات حساب التفاضل والتكامل، وأن التركيز في وقت الحصص في الصفوف الدراسية سيكون على تطبيق الرياضيات على مشاكل العالم الواقعي، وربما في استكشاف الفيزياء المتعلقة بتغيير المناخ أو في عمل نماذج لاتجاهات أسعار الأسهم.
وقال السيد ريغير: " وستستخدم التكنولوجيا لإنشاء مجتمعات التعلم بين الطلاب في طرق جديدة ". وأضاف: " الناس محقون عندما يقولون إن التعليم عبر الانترنت سيأخذ الأمور خارج الصفوف الدراسية. ولكنهم مخطئون، باعتقادي، عندما يفترضون أن التعليم الالكتروني سيجعل عملية التعلم نشاطاً مستقلاً وشخصياً. التعلم يتحقق في المجتمع.
إلى هنا انتهى التقرير، بقي أن نعيد التفكير فيما جاء فيه من حقائق تدل على الفائدة المتوقعة من التعليم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني. إن ما جاء في هذا التقرير هو دعوة إلى العقول أن توازن ما بين الرغبة في التعليم وبين المقدرة على توفير التعليم للجميع، فإن لم يكن باستطاعة أعتى الدول الديمقراطية أن تؤمن التعليم بكامل مراحله لجميع أفراد المجتمع، فلابد من اللجوء إلى الطرائق الحديثة المُتاحة للجميع، ولا يقولن أحد أن الإنترنت لم تعد كذلك.
كلمة أخيرة موجهه إلى المسئولين عن التعليم في منطقتنا العربية، إن الوقوف أمام التطور لم يثبت أنه الأسلوب الأمثل للرقي والتقدم، التطور ما هو إلا كتلة من التنوير انطلقت من مدارها ولابد لها من أن تمضي قدماً إلى الأمام وسوف تصل إلى محطتها المنشودة طالما أنها ما زالت تسير.
بيانات عامة عن البرنامج
أسم البرنامج : التدريب عن بعد.
مدرب البرنامج : المهندس /عبد العزيز بن إبراهيم الصنيع.
مشرف المركز العربي للتدريب التربوي : الدكتور / محمد الأمير .
منسقة البرنامج : وحيدة عبده محسن.
جهة التنفيذ : قطاع التدريب والتأهيل والمركز العربي للتدريب التربوي بدول الخليج العربي(خارج إطار الخطة).
مكان التنفيذ : مدينة تكنولوجيا الاتصال بالعاصمة صنعاء (وزارة المواصلات).
تاريخ التنفيذ : 1-3/6/2010م .
مدة تنفيذ البرنامج : ثلاثة أيام تدريبية.
الفئة المستهدفة : مدربي الحاسوب بقطاع التدريب والتأهيل ومختصي قاعدة البيانات والفنين في القطاع.
مدرب البرنامج : المهندس /عبد العزيز بن إبراهيم الصنيع.
مشرف المركز العربي للتدريب التربوي : الدكتور / محمد الأمير .
منسقة البرنامج : وحيدة عبده محسن.
جهة التنفيذ : قطاع التدريب والتأهيل والمركز العربي للتدريب التربوي بدول الخليج العربي(خارج إطار الخطة).
مكان التنفيذ : مدينة تكنولوجيا الاتصال بالعاصمة صنعاء (وزارة المواصلات).
تاريخ التنفيذ : 1-3/6/2010م .
مدة تنفيذ البرنامج : ثلاثة أيام تدريبية.
الفئة المستهدفة : مدربي الحاسوب بقطاع التدريب والتأهيل ومختصي قاعدة البيانات والفنين في القطاع.
أهداف البرنامج
(1) التعرف على الأسس والمفاهيم الخاصة بالتدريب عن بعد.
(2) اكتساب الكفايات المرتبطة بالتدريب عن بعد .
(3) التعرف على أساليب التدريب عن بعد.
(4) كيفية التعامل مع النماذج والأساليب المختلفة للتدريب عن بعد .
(5) كيفية التعامل مع الوسائط المتعددة للتدريب عن بعد.
(6) كيفية اكتساب مهارات تطبيق برنامج الكتروني من خلال التدريب عن بعد.
(2) اكتساب الكفايات المرتبطة بالتدريب عن بعد .
(3) التعرف على أساليب التدريب عن بعد.
(4) كيفية التعامل مع النماذج والأساليب المختلفة للتدريب عن بعد .
(5) كيفية التعامل مع الوسائط المتعددة للتدريب عن بعد.
(6) كيفية اكتساب مهارات تطبيق برنامج الكتروني من خلال التدريب عن بعد.
الخميس، 1 يوليو 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق